الخميس

الحب قبل الزواج

28-09-2011 | جريدة البلاد

لا يشاهد الزوج السعودي زوجته إلا في غرفة النوم ليلة الدخلة، باستثناء نظرة الخطوبة السريعة، والتي مازال بعض أولياء أمور النساء يتهرب منها، أو يسمح بها بطريقة تعسفية غليظة وبشكل مختل ناقص، أو يرفضها نهائياً كما حصل لبعض من أعرفهم جيداً عند تقدمهم بالخطبة للأسف الشديد، وحتى هذه النظرة الوحيدة لا تستمر –غالباً- إلا دقائق معدودة وفي جو عسكري مكهرب، وبمتابعة دقيقة من الحرس المرافق لزوجة المستقبل.

يتحدث الكثيرون عن أسباب انتشار الطلاق في مجتمعنا، والذي بلغ أرقاماً مخيفة تجاوزت المعدلات المعقولة أو المقبولة في المجتمعات السوية، ويغفل هؤلاء أو يتجاهلون -عمداً- قضية ضرورة التعارف الكامل بين الزوجين بشكل جيد وعميق قبل الزواج بفترة كافية، والتي هي الأساس الأول لنجاح الزواج واستقراره واستمراره في وجهة نظري، وكما يقول المثل الشعبي (العود على أول ركزة) فماذا ننتظر من أسرة يركز عودها بطريقة مائلة خاطئة مخالفة للفطرة السوية عند بداية تأسيسها؟.

أنا لا أطالب بالسماح بالعلاقات التي يصفها البعض بالمحرمة بين الجنسين قبل الزواج، فللعرف الاجتماعي المقيد بثوابت الدين الحنيف تقديره واحترامه، بغض النظر عن القناعة أو المعارضة لبعض ما فيه، بل وأعلم أنه يجب التأكيد على كل امرأة بضرورة التأكد من جدية المتقدم للارتباط بها، قبل الانخراط معه في التعارف القوي الجاد الذي لا بد منه.

ولكن إمساك العصا من المنتصف أيضاً ضرورة حتمية ومطلب ملح في ظل هذا الفشل الذريع لما يقارب نصف حالات الزواج في المملكة، وحتى النصف الآخر –الذي لا ينتهي بالطلاق- فإنه لا يخلو في كثير من أحيانه من المشاكل الضخمة والعقبات الكؤودة التي تعكر صفوه وتتسبب في مشاكل نفسية كبيرة لطرفيه، واسألوا إن شئتم الأطباء النفسيين عن عدد الأزواج الذين يقصدون عياداتهم للعلاج من الأمراض النفسية المتعلقة بنصفهم الآخر ذكوراً وإناثاً، وفي جميع مناطق المملكة دون استثناء.

إن النواة الأولى لتكوين الأسرة المستقرة هي وجود الحب والمودة والتآلف والتفاهم والقبول والارتياح النفسي بين الزوجين وهو ما أكده القرآن بقوله (وجعل بينكم مودة ورحمة).

فكيف يتحقق ذلك في علاقة لا تبدأ إلا في غرفة النوم ليلة الدخلة؟!

هناك تعليق واحد:

lateefh يقول...

هذه انظمة وقوانين مازال من يتمسك بها يمتلك عقليه بدائية بسيطه ﻻ تتماشى مع طبيعة الحياة المتغيره.


التوافق الفكري والنفسي والعاطفي مهم جدا، خاصه لمن يبحث عن شريك يتفهمه، ليس ارتباط من اجل التكاثر فقط!

اعتقد ان كل شخص يسعى في تكوين زواج هادف وناجح سيكون حريص جدا على التوافقات فيما بينهم وسيحرص كل الحرص على تعدي قوانين وانظمة مجتمعه الباليه، وان ارتبطوا ببعضهم وتطور احدهم عن الآخر فيتوجب على الآخر ان يتطور ايضا! يجب ان يكونوا في حالة تطور دائمه في كل النواحي واﻻ سيحدث اﻻنفصال، او سيعشون حياة جافه خاليه من المشاعر الطيبه.

اعتقد يوجب ان يلزمونهم على دخول دورات تثقيفيه مثل ما الزموهم على الفحص الطبي قبل الزواج، وايضا ان تتاح لهم عدة جلسات مع بعضهما قبل الملكه! وكل واحد فيهم يصارح الآخر بمطالبه وايضا حتى بمعتقداتهم الدينيه والفكريه، للأسف اصبحوا في فترة الخطوبه يلبسون الأقنعه وبعد مايطيح الراس بالفاس يخلعونها!

المرأة تفيض منها رحمة وحب بأن تهب السكينه لكل من يحتاجها وخاصه شريك حياتها، ويبقى الرجل دائما وابدا محتاجا من تعطيه من حبها وحنانها وباحثا عن ذراعيها عن السكون والأمان وليدا وطفلا وشابا حتى ارذل العمر..!

كلاهما عليهما ان يتفهمها احتياجات الآخر وعلى المجتمع ان يتيح لهم هذه الفرصه بعيدا عن معتقداتهم المنتهيه االصلاحيه التي ﻻ فائدة ترجى من ورائها.