الجمعة

إزعاج المتشددين في رمضان



يا لها من قضية.. ويا له من إزعاج وتسلط وتنكيد شديد فاق حدود الصبر والسكوت..
 
لقد ضقنا ذرعا بتصرفات بعض المتدينين الذين تتزايد وتيرة إزعاجهم للناس عاما بعد عام، وخاصة في شهر رمضان الكريم. وتأخذ تلك المضايقات صورا كثيرة لا يمكن حصرها ولعل من أبرزها ما يلي:
 
- استمرار كثير من المؤذنين وأئمة المساجد والدعاة والوعاظ في استخدام مكبرات المساجد بصوت مرتفع، متجاهلين جميع التعليمات والتعاميم التي تنص على إقفال المكبرات الخارجية أثناء الصلاة الجهرية وقصر استخدامها -وبصوت منخفض- على الأذان والإقامة فقط، فهذا الإزعاج المستمر قد يصيب بعض الناس -على المدى الطويل- بأمراض السمع والمشاكل النفسية الناتجة عن عدم القدرة على الراحة والاسترخاء خصوصا من يسكن أو يعمل بجوار مسجد أو جامع؛ بالإضافة إلى تضرر كثير من كبار السن والمرضى والأطفال بهذه الأصوات المرتفعة، فأين وزارة الشؤون الإسلامية عن هؤلاء؟!
 
- إقحام كثير من المتدينين أنفسهم في شؤون الآخرين، وبطريقة فجة منفِّرة غليظة قبيحة منكرة، كتقديم ما يعتبرونه نصيحة في أمور شخصية كسماع الموسيقى أو حلق اللحية أو طريقة قص الشعر أو إطالة الثوب أو التدخين أو نوعية اللباس وشكله ولونه، أو كشف المرأة لوجهها، أو غير ذلك من الأمور التي تدخل ضمن حريات الأفراد الخاصة، والتي لا يحق لأحد من الناس التدخل فيها؛ لمجرد اقتناعه برأي فقهي مغاير.
 
- تسلط أعضاء هيئة الأمر بالمعروف على الناس في الأسواق وغيرها بطريقة وحشية مدهشة، وبشكل عجيب ومكثف وغير مبرر، وممارسة أبشع وأسخف أنواع الوصاية وفرض الأوامر على الناس ذكورا وإناثا، فلا يحق للمرأة إلا لبس ما يريدون وبالطريقة التي يريدون، ولا يحق للرجل التسوق إلا في وقت معين، وفي أمكنة دون أخرى، وإجباره على إحضار أسرته معه عند قيامه بشراء أغراضه الشخصية، بل ويجب أن تتم جميع تعاملات الأفراد في المحلات والمطاعم والأماكن العامة الأخرى تحت مراقبتهم، إضافة لاقتياد الناس للمساجد بالقوة والإجبار والإكراه، رغم علمهم بأن صلاة الجماعة ليست واجبة عند جَمْع كبير من علماء الإسلام المعتبرين قديما وحديثا، ورغم إدراكهم أيضا أن العبادة لا قيمة لها إلا إذا تمّت بمبادرة ورغبة شخصية واقتناع من العابد نفسه، وغير ذلك الكثير من الممارسات اللاحضارية التي يقومون بها ويطول شرحها.
 
- طلب الأموال من الناس وجمعها بمختلف الوسائل، وبحماس منقطع النظير، بحجة الصدقة، مستغلين عواطف الناس الإيمانية الجيّاشة في هذا الشهر، رغم أن مصير تلك الأموال ما زال في الغالب غامضا أو مجهولا ، بل وقد يرتبط -كما قد حدث- بجماعات متطرفة تسعى لزعزعة الأمن أو القيام بأعمال تخريبية أو مخالفة للنظام في هذا الوطن العزيز.
 
فمتى يتم إيقاف المتجاوزين منهم عند حدهم؟ ومتى يشعر الناس في بلادنا أنهم قادرون على الحياة بحرية كاملة دون تنغيص كبقية سكان الأرض وشعوبها؟
 
همسة في أذن كل متشدد مزعج:
عش حياتك يا عزيزي كما تريد، ودع الناس يعيشون حياتهم كما يريدون.

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

اذن تريد العيش بالطريقه التي تعجبك. ... خيريت هذه الامه يا استاذ. .بالامر بالمعروف و النهي عن المنكر و هذا كلام ربي و ربك سبحانه. ... و بصراحه ما شفنا من حريه الغرب الا تعري و علاقات شهوانيه كالحيوانات و امور ماديه تخلو من القيم. .. واخيرا ما يفصل بيننا هو يوم القيامه. ... وستندم على كلامك ان لم تتب الى الله. ..... اللهم.اني بلغته. ... اللهم فأشهد