الاثنين

حراكُ "حراكَ" حرَّكنا

24-10-2011  صحيفة حراك الالكترونية

لم أكترث في البداية كثيرا عندما بشرني الأساتذة القائمون على هذه الصحيفة بخبر تدشينها ظناً مني أنه موقع كأي موقع من المواقع التي تتوالى علينا أخبارها باستمرار، والتي اعتدنا على كثرتها وصخبها وندرة المميز منها، أو ما يستحق الحماس الحقيقي له.

ولكن تلك اللامبالاة لم تدم طويلا، فقد دبَّ في قلمي الحماس بعد أن اطلعت على خطة عمل الصحيفة ودوافع قيامها وأهدافها ورؤيتها المستقبلية الرصينة القادرة على المساهمة في تغيير واقعنا المرير، وبعد أن شُرحت لي تلك النقاط بإسهاب. فقد أدركت حينها جيدا أننا نقف أمام قنبلة إعلامية من العيار الثقيل، وأن هذه الصحيفة الناشئة تتميز عن كثير من أخواتها الالكترونيات بجدية القائمين عليها ورغبتهم الأكيدة في جعلها صرحا شامخا من صروح الحرية والتنوير.

أعتقد –كما فهمت- أنها أول صحيفة علمانية الكترونية سعودية، وأنها جعلت من الجرأة والحيادية و تلمس الحقيقة في نقل الخبر ونشر الرأي أسسا تعتمد عليها في حراكها.

كان ومازال عشاق الإبداع ودعاة الليبرالية ورعاتها وأتباعها ومحبوها في هذا الوطن يعانون من غياب منبر صحفي الكتروني يهتم بشؤونهم و يجمع شتاتهم، ويُعنى بنقل الأحداث التي تهمهم ومتابعتها من جهة، وبنشر طرحهم الثقافي الذي قد لا يجد مجالا للنشر في وسائل الإعلام الأخرى من جهة ثانية.

ولكن تلك المعاناة لن تستمر طويلا -فيما يبدو- بعد أن تم الإعلان عن ولادة وتدشين هذه الصحيفة التي نأمل ونطمح في أن تكون وسيلة من وسائل علاج أمراض الوصاية الفكرية والتقليد الأعمى والرقابة الشديدة لكل ما ينتجه أو يريد العقل العربي عامة والسعودي خاصة مواكبته والاطلاع عليه.

نحن سعداء بمثل هذه الخطوات الجميلة، رغم يقيني أن فيروسات الأمراض الفتاكة التي تقطن في جسد منظومتنا الإيديولوجية من أشد الفيروسات الفكرية وأعتاها وأكثرها شراسة ومقاومة للأدوية الحداثية الجديدة التي تحتاج لكثير من الإصرار وطول النفس والمثابرة والتكاتف وتضافر جهود الأحرار ليظهر مفعولها في ذلك الجسد العليل.

إن تقويض سيادة الجهل والتخلف والرجعية والإرهاب والظلام وهدم مناراتها الزائفة لن يكون سهل المنال إلا إذا وقف الأحرار من أبناء هذا الوطن أمام جيوش تلك السيادة كالبنيان المرصوص الذي يشد بعضه بعضا.

نبارك للقائمين على حراك حراكهم الذي حرك أقلامنا معهم، بعد أن حرك –قبل ذلك- مشاعرنا وأفكارنا وطموحنا وعقولنا، وعسى أن يكون في حركتهم بركة نقطف من بساتينها أطيب ثمار التغيير والتبصير والتنوير والتحذير والتحرير.

هناك تعليقان (2):

{-آنفآس المطــــر~ يقول...

متابعة .. حرف من ذهب
قلمك فاخر جدا
كنت بخير بين ثنايا كلماتك
:)

غير معرف يقول...

قبحك الله ياوائل
تدافع عن الخبيث حمزة !!!!!
فمائا تقول الان بعد اعتذاراتة واعترافه بانحرافة.