سألني مفكِّر تنويري جميل قبل سنوات هذا السؤال: هل تشعر بأنك فهمت الحياة؟ فأجبته عنه؛ فباغتني بعده مباشرة بسؤال آخر لا يقل عمقاً عن الأول قائلاً: هل ترى أن الحياة سهلة واضحة أم معقدة غامضة؟ وأجبته عنه أيضاً.
انتقلَ الأستاذ الكبير بالسؤال إلى أشخاص آخرين في المجلس نفسه، وانقسم الأصدقاء في إجابة السؤالين السابقين إلى أربعة أقسام؛ فمنهم من أجاب عن السؤال الأول بقوله: نعم، فهمت الحياة. وهؤلاء أجاب غالبهم عن السؤال الثاني بقولهم: الحياة واضحة سهلة. أما القسم الثاني فكان جوابهم: لا، لا أشعر بأني فهمتها. وأجاب أكثرهم عن السؤال الثاني بقوله: الحياة صعبة، معقدة، غامضة. وهناك فئة قليلة كانت تجيب بنعم عن السؤال الأول وبتعقيد الحياة عن الثاني، وحصل العكس أيضاً في فئة أقلّ أجابت بلا عن السؤال الأول، وبسهولة الحياة ووضوحها عن الثاني!
ومما لفت انتباهي في أسلوب ذلك الصديق أنه كان لا يسترسل في النقاش مع الذي يجيب بلا وبتعقيد الحياة، ويسترسل قليلاً محاولاً فهم السبب مع من يجيب بنعم وبسهولة الحياة، ويسترسل كثيراً مع المجيبين بلا وبسهولة وبساطة ووضوح الحياة، ويسترسل أكثر مع المجيبين بنعم وبتعقيد الحياة وصعوبتها. وكان يستمتع كثيراً ويتبسم وهو يستمع لتبرير الذين استرسل معهم كثيراً دون غيرهم.
في الحقيقة لم أكن مستوعباً لكامل أهدافه، ولا لعمق مغزاه من ذلك في البداية، لكني تفهَّمتُ الموضوعَ، وأعُجبت به بعد فترة من تأمله، وربط خيوطه ببعضها، لدرجة أني أصبحت أطرح هذين السؤالين على كثير من الناس، وخصوصاً من تكون معرفتي به قريبة، وأرغب في التعرّف أكثر على عقليته وشخصيته وتوجهه وطريقة تفكيره، ولا أسترسل كثيراً إلا مع الذين يجيبون بالإجابات نفسها التي استرسل صديقي العزيز المذكور مع أصحابها في ذلك المجلس الطريف.
واليوم أريد أن أوجِّه لكم أيها القرّاء الكرام السؤالين السابقين نفسيهما:
هل تشعرون بأنكم فهمتم الحياة؟ وإذا كانت الإجابة نعم فكيف؟
وهل ترون أن الحياة سهلة واضحة؟ أم أنها معقدة صعبة غامضة؟ وإذا اختار أحدٌ منكم الخيارَ الأول (السهولة واليسر والوضوح) فأتمنى أن يشرح لنا ذلك..
وهل ترون أن الحياة سهلة واضحة؟ أم أنها معقدة صعبة غامضة؟ وإذا اختار أحدٌ منكم الخيارَ الأول (السهولة واليسر والوضوح) فأتمنى أن يشرح لنا ذلك..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق